لا تقلُّ العناصر البصرية التي تستخدمها في العروض التقديمية أهمية عن إعدادها وإلقائها، وقد توجد حالات تكون فيها العناصر البصرية المميزة هامة جداً لنجاح الخطاب؛ لذا نستعرض في هذا المقال كيفية استخدام العناصر البصرية بفاعلية، ومتى يكون من الضروري استخدامها، ثم ننتقل بعدها إلى التحدث عن أهمية التحكم بالصوت.

يعالج البشر المعلومات بطرائق عدة، أبرزها بصرياً وسمعياً، فإذا لم تكن العناصر البصرية مناسبة للخطاب، أو استُخدِمت بطريقة غير فعالة، فسيؤثر ذلك سلباً في الخطاب، ولن تتمكن من إيصال رسالتك بسبب تشتت انتباه الجمهور.

تشمل الوسائل البصرية مجموعة متنوعة من العناصر والنشرات والشرائح والصور المتحركة والملصقات والنماذج وغيرها، والتي تُسهم جميعاً في توضيح الرسالة الأساسية من العرض، كما تزداد أهميتها حينما يكون من الضروري تقديم معلومات لا يمكن توضيحها إلا مرئياً، على سبيل المثال، إذا كنت تلقي خطاباً أمام مجلس إدارة شركة حول خطط إنشاء مبنى جديد، فمن الضروري أن تُرفقه بصور أو نوع من العناصر البصرية.

عوامل تحديد العناصر البصرية المفيدة:

عندما تلقي خطاباً، يجب أن يولي الحضور اهتمامهم الكامل لصوتك ورسالتك، والعناصر البصرية تشد انتباههم، ولو لبرهة من الزمن؛ لذا يجب أن توضح رسالتك أكثر، وإليك العوامل الآتية لتحديد متى تكون العناصر البصرية مفيدة:

1. ارتباط العناصر البصرية بالمحتوى:

احرص على أن تكون العناصر البصرية التي تستخدمها خلال الخطاب مرتبطة به، فقد يبدو هذا أمراً بديهياً، ولكنَّ عدداً من المتحدثين يقدِّمون نشرات تحتوي على معلومات إضافية في أثناء الخطاب، وهذا خطأ كبير يقعون فيه، ومن الأفضل تقديمها بعد انتهاء العرض، لكن بالتأكيد ليس في أثنائه.

2. مدى ملاءمة العناصر البصرية:

يجب أن تكون العناصر البصرية مناسبة للعرض التقديمي، على سبيل المثال، لا تُستخدَم عادةً المخططات والرسوم البيانية لإلقاء عرض ترفيهي، فإن لم تكن العناصر مناسبة، فستشتت انتباه الجمهور.

3. إثارة الاهتمام:

إن لم تكن تتقن استخدام البرامج الشائعة المستخدَمة عادةً لإنشاء المخططات والرسوم البيانية وغيرها من العناصر البصرية، فمن الأفضل تعيين شخص للقيام بذلك؛ إذ سيقلل استخدام العناصر البصرية الرديئة من قيمتك بصفتك متحدثاً، ويضعف تأثير رسالتك.

4. قدرة الحضور على رؤية العناصر البصرية:

لا يتمتع جميع الحضور بحدة البصر، ولن يتمكن كل الجالسين في الصفوف الخلفية من القاعة من رؤية النصوص المكتوبة بخط صغير بغض النظر عن قدراتهم البصرية؛ لذا يجب أن يكون حجم الخط كبيراً وواضحاً.

5. تنوع العناصر البصرية:

إذا كنت ستستخدم عدداً كبيراً من العناصر البصرية في العرض التقديمي (الأمر الذي يُنصَح به فقط إذا كنت ترى ذلك هاماً لتوضيح رسالتك)، فجرِّب استخدام أنواع مختلفة من العناصر البصرية، ولا تستخدم الرسوم البيانية فقط مثلاً؛ وذلك لأنَّها ستصيب الحضور بالملل، وتشتت انتباههم.

بعض القواعد التي يجب مراعاتها عند استخدام العناصر البصرية:

إليك فيما يأتي بعض الممارسات الإيجابية والسلبية عند استخدام العناصر البصرية.

1. الممارسات الإيجابية:

  • استخدام الألوان: يثير استخدام اللونين الأبيض والأسود فقط في الشرائح الملل؛ لذا استخدم لوناً مختلفاً حتى لو كان ذلك في العناوين فقط.
  • التأكد من أنَّ العناصر البصرية مرئية من مسافة مترين على الأقل: فإذا كانت مقروءة من هذه المسافة تقريباً، فسيتمكن جميع الحضور في القاعة من قراءتها عند عرضها باستخدام المعدات البصرية.
  • استخدام القصاصات الفنية: تحتوي جميع أجهزة الكمبيوتر على بعض القصاصات الفنية المتاحة مجاناً؛ لذا أضف بعضاً منها إلى العناصر البصرية التي تستخدمها، خاصةً إذا اخترت موضوعاً معيناً لها، واستخدمت صورة مختلفة في كل شريحة عرض.

2. الممارسات السلبية:

  • لا يجب عرض صورة لأكثر من 10 دقائق، فالعناصر البصرية تصرف انتباه الحضور عن المتحدث، لكن لا بأس بذلك إذا كانت تساعد على توضيح رسالته، أما إذا بقيت على الشاشة لأكثر من 10 دقائق، فسيشعر الجمهور بالملل.
  • لا يجب استخدام الرسوم الكاريكاتورية أو غيرها من الإضافات الكرتونية لعرضك التقديمي إلا إذا كانت مناسبة.
  • لا يجب تجربة خطوط مختلفة في أثناء العرض التقديمي؛ بل استخدم نوع خط واحداً، والذي تستطيع تغيير حجمه لتوضيح المعلومات الهامة، كما أنَّ استخدام الخط العريض فعال أيضاً.
  • لا يجب المبالغة في استخدام الألوان، وتأكد من أنَّ اللون يناسب رسالتك، على سبيل المثال، لا تستخدم لون الأزرق الفاتح في شريحة تعرض خبراً لا يسر شركة ما، ولا يجب استخدام مجموعة كبيرة من الألوان؛ لأنَّ ذلك سيشتت انتباه الحضور.

بعض القضايا التنظيمية:

إذا كنت ستلقي خطاباً في مدينة أخرى، فلا داعي لأن تُحضِر المعدات السمعية والبصرية معك؛ وذلك لأنَّه من المتعارف عليه أن يوفر المضيف هذه المعدات؛ لذا لا تتردد في طلبها، لكن كتابياً، وذلك ليكون لديك دليل على أنَّك طلبت هذه المعدات، وتأكد من متابعة الأمر مع المضيف بعد تقديم الطلب.

يجب عليك التأكد أيضاً من أنَّ المعدات المتاحة هي تلك التي تحتاجها، فإذا اكتشفت في اللحظة الأخيرة أنَّ معداتهم لن تلبي احتياجاتك، فأمامك خيارات عدة، فغالباً ما تحتوي المكتبات العامة على أجهزة عرض للشرائح وغيرها من المعدات السمعية والبصرية التي يمكنك استعارتها، كما يؤجر عدد من متاجر تأجير الفيديوهات هذه المعدات.

أخيراً، لا ضير في إحضار نسخ ورقية عن العرض، وذلك في حال تعطلت المعدات، أو لم تتوفر المعدات المناسبة، وقد لا تكون النسخ الورقية فعالة مثل العرض التقديمي الذي خططت له، لكن سيكون لديك على الأقل بعض العناصر البصرية التي يمكنك تقديمها للجمهور.

استخدام الرسوم البيانية:

نظراً لأنَّ الرسوم البيانية هي أكثر أنواع العناصر البصرية استخداماً في معظم العروض التقديمية، إليك بعض الإرشادات لاستخدامها بفاعلية:

  1. لا تستخدم الحروف الكبيرة أبداً في الكلمات لإبراز جملة معينة إذا كان يجب عليك الكتابة باللغة الإنجليزية؛ بل استخدم لوناً معيناً أو خطاً عريضاً لتحقيق هذا الهدف.
  2. ضع عنواناً مناسباً للمخطط، ولا تفترض أنَّ الجمهور سيعرف تفاصيل تراها بديهية.
  3. استخدم النصوص فقط للتأكيد على فكرة معينة، وتجنب استخدام أي عناصر وامضة أو صناديق أو أسهم أو أي عنصر آخر يشتت الانتباه.

تُعزِّز الرسوم البيانية أو أي نوع آخر من العناصر البصرية التي تُستخدَم بإتقان فاعلية رسالة المتحدث.

التحكم بالصوت:

تركِّز جميع الدورات التدريبية حول الخطابة على كيفية التحكم في الصوت؛ لذا سنناقش في هذا القسم من المقال كلاً من جودة الصوت، والنطق، وسرعة التحدث، وطبقة الصوت، وإيقاعه، ووضوحه، والتنوع في النبرة؛ إذ يستطيع المتحدث التحكم بجميع هذه العناصر التي تعزز نجاح الخطاب.

جميعنا سبق وسمعنا تسجيلاً لصوتنا، وغالباً ما نشعر بالإحباط؛ وذلك لأنَّنا نعتقد أنَّ أصواتنا مختلفة عن ذلك، لكن في الواقع، هذه هي أصواتنا الحقيقية التي يسمعها الآخرون، ومثلما يعزز التدرب على إلقاء الخطاب باستمرار القدرة على النجاح، يمكن أيضاً استخدام تقنيات صوت من شأنها تحسين جودة الصوت، لكن تجدر الإشارة إلى أنَّ ممارستها بصورة خاطئة قد تضر أكثر مما تنفع، مثل:

1. جودة الصوت:

أول ما سيلاحظه الحضور في صوت المتحدث هو جودته، فهل يبدو أنَّ صوته يخرج من الأنف؟ وهل هو قاسٍ أم هادئ؟ وهل له رنين؟ تعتمد جودة صوت الفرد على معيارين هما سهولة فهمه، والقدرة على التحكم بطبقة الصوت وقوَّته وسرعته؛ إذ يحدد هذان المعياران جودة الصوت، ويمكن تغييرهما بالتدريب والممارسة.

2. الوضوح والنطق:

يسهم نطق الكلمات نطقاً صحيحاً في وضوح الخطاب، فعندما تتدرب على إلقاء الخطاب، جرِّب تسجيل الحديث وتشغيله مرة على الأقل كي تسمع كيف سيبدو صوتك بالنسبة إلى الجمهور، وإليك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها فيما يتعلق بالوضوح والنطق:

  • تشكيل الكلمات: احرص على تشكيل الكلمات تشكيلاً صحيحاً، وإلا ستقلل الأخطاء جودة الخطاب، على سبيل المثال، تُنطَق كلمة "تكرار" بفتح التاء وليس بكسره كما هو شائع بين الناس.
  • عدم حذف أي أحرف عند النطق: يجب نطق جميع الحروف في الكلمة بوضوح دون حذف أي منها.

3. سرعة الكلام:

تُعَدُّ سرعة الكلام عنصراً هاماً في جودة الصوت؛ إذ يتحدث الأشخاص المتوترون بوتيرة أسرع من المعتاد؛ لذا من الهام مراقبة سرعة الكلام، فعندما تستمع لصوتك خلال التدريب، احسب عدد الكلمات التي تقولها في الدقيقة؛ إذ يجب أن تتحدث بمعدل 150 كلمة تقريباً في الدقيقة.

هذا ليس رقماً ثابتاً، فأحياناً قد يغيِّره المتحدث قليلاً حسب الظروف، لكن يُعَدُّ التحدث بمعدل 150 كلمة في الدقيقة سرعة كلام مريحة في معظم الخطابات الإعلامية والتحفيزية.

4. طبقة الصوت والتنوع في نبرة الصوت:

إذا استخدمت نفس طبقة الصوت ونبرته خلال الخطاب بأكمله، فسرعان ما سيشعر الحضور بالملل، وتعني طبقة الصوت مستوى عمقه بغض النظر عن جنس المتحدث، فربما يستخدم المتحدث طبقة صوت عالية عندما يتحدث بحماسة، أو طبقة صوت منخفضة إذا كان يقرأ ببطء.

أما التنوع في النبرة، فهو إبراز كلمات معينة في أثناء الكلام والتأكيد عليها، ومن الضروري أن يستخدم المتحدث نبرة مناسبة ليؤكد على النقاط الهامة التي يرغب بأن يركز عليها الجمهور.

5. وتيرة الكلام والإيقاع:

تماماً كما أنَّ تغيير نبرة الصوت هام عند الرغبة في إبراز فكرة ما، من الهام أيضاً التوقف بين الأفكار، فلا يجب أن تقول جملتين متتاليتين دون توقف إذا كان كل منهما يعبِّران عن فكرة هامة مختلفة؛ إذ يحدد مدى سرعتك في الانتقال من فكرة إلى أخرى وتيرة الخطاب وإيقاعه؛ لذا يجب الحفاظ على وتيرة مريحة في الكلام، مما يعني التوقف لبرهة عندما يكون ذلك مناسباً.

6. تجنب الحشو في الكلام:

الحشو هو كلمات غير ضرورية نستخدمها في كلامنا يومياً دون أن ننتبه لها أحياناً، مثل "مم" و"آه"، وعادةً ما يستخدم المتحدث مثل هذه الكلمات عندما يكون متوتراً أو غير متأكد مما يقوله، لكن يمكن تخفيف مثل هذه الكلمات كثيراً عند التدرب والاستعداد الكامل لإلقاء الخطاب.

7. مستوى الصوت:

مستوى الصوت هام، ويختلف عن طبقة الصوت؛ إذ تصف طبقة الصوت مدى عمق الصوت أو ارتفاعه، بينما يصف مستوى الصوت مدى علوه، ويمكن التحكم في مستوى الصوت بسهولة، وهو من أهم عناصر الصوت التي يجب على المتحدِّث التحكم بها في أثناء التحدث، فإذا كنت ترغب في التأكيد على فكرة ما، فاستخدم نبرة صوت أعلى وليس مستوى صوت أعلى؛ لأنَّك ستبدو وكأنَّك تصرخ على الجمهور، ويجب تجنُّب ذلك.