إذا كانت السنوات القليلة الماضية قد علَّمتنا أمراً ما، فهو توقع كل ما هو غير متوقع؛ إذ إنَّه في الأشهر الـ 18 الماضية، اضطرت معظم الشركات إلى نقل عملياتها بسرعة إلى العالم الافتراضي، وقد دفع هذا التغيير معظم الموظفين وأرباب الأعمال إلى إعادة التفكير في معنى العودة إلى العمل.

لقد أصبح نقل الأعمال اليومية والتدريب إلى العالم الافتراضي معياراً أساسياً في معظم المجالات، وهو أمر تتطلع الشركات إلى الاستمرار فيه، سواءً من خلال العمل من المنزل، أم العمل من المكتب، أم الأمرين معاً.

لقد دفع هذا الأمر الكثير من الأشخاص للتفكير في الطريقة التي يمكن من خلالها التخطيط للتدريب بقيادة مدرب افتراضي، بحيث يمكنه حل تحدياتنا بفاعلية.

زيادة حجم الفصول الدراسية

تواجه معظم الشركات تحدياً يتعلق بمجموعات التعلم الكبيرة؛ لذا يُعَدُّ التدريب بقيادة المعلم الافتراضي طريقةً مثالية لزيادة حجم الفصل، من دون التأثير في جودة المواد أو تجربة التعلُّم.

بدايةً، عند التعامل مع مجموعات كبيرة منتشرة جغرافياً، يمكن أن يؤدي تقديم دورة تدريبية بقيادة معلم افتراضي إلى تقليل تكاليف السفر؛ إذ ترتبط تكاليف السفر بالنفقات المتعلقة بأماكن الإقامة للأشخاص الذين قد يضطرون إلى القدوم إلى موقع مركزي من مكاتب أخرى.

توجد أيضاً طريقة أخرى جيدة لخفض التكاليف باستعمال التدريب بقيادة معلم افتراضي، وهي استعمال المواد التدريبية والمساعدات الوظيفية؛ إذ إنَّه عند تقديم دورة افتراضية، يمكن تقديم هذه المواد وإتاحتها عبر الوسائط الرقمية والأدوات الإلكترونية.

لا يواجه الفصل الدراسي الافتراضي المشكلات اللوجستية نفسها التي يواجهها التخطيط للفصل الدراسي الشخصي؛ لهذا السبب يمكنك تعزيز الوقت والطاقة والموارد للحصول على مجموعات أكبر لاستيعاب جميع المتعلمين.

عند تعديل دورات التدريب بقيادة مدرب لتصبح دورات بقيادة مدرب افتراضي، توجد بعض العناصر التي يجب مراعاتها، ومنها:

مدة الدورة والمواد اللازمة

قد تكون مدة دوراتك التدريبية التي يقودها مدرب نصف يوم أو يوماً كاملاً، ولكن عند الانتقال إلى التدريب الافتراضي، يجب ألَّا تزيد مدة الدورة عن 90 دقيقةً، ويفضل أن تكون 30 دقيقةً إلى ساعة؛ هذا يعني أنَّك ستحتاج إلى مراجعة المحتوى وتحديد طريقة تنظيمه.

إذا كان لديك الكثير من المواد، ففكر في تقسيم الدورة التدريبية على أيام أو أسابيع عدة قليلة. ونظراً إلى أنَّ المتعلمين يمكنهم الوصول إلى دورتك التدريبية من أيِّ مكان، فهذه طريقة جيدة لزيادة سرعة التعلم لدى المتعلمين من دون شعورهم بالارتباك بسبب كثرة المعلومات.

لضمان استمرار مشاركتهم، اجعل مدة الفصل الدراسي قصيرةً، وتأكد من أنَّ محتوى التدريب الخاص بك موجز؛ إذ يمكن للفصول الطويلة مع الاستراحة لوقت قصير أن تدفع المتعلمين إلى الانسحاب بسرعة.

قبل إنشاء الدورات التدريبية الجديدة، راجع أهداف التعلم لكل دورة للتأكد من أنَّها تلبِّي أهداف شركتك التدريبية.

مشاركة المتعلمين

عند تقديم التدريب في بيئة افتراضية، توجد طرائق عدة يمكنك من خلالها الحفاظ على مشاركة المتعلمين:

  • جعل عرضك التقديمي ممتعاً للبصر؛ وذلك من خلال استعمال رسومات ممتعة وفيديوهات ووسائط أخرى.
  • استعمال التدريبات التفاعلية للحفاظ على مشاركة المتعلمين بنشاط.
  • طرح الأسئلة على المشاركين بالاسم.

القوى العاملة عن بُعد

يتمثل التحدي الرئيس للشركات التي لديها قوة عاملة كبيرة عن بُعد، في طريقة جمعهم ضمن جلسات التدريب التقليدية بقيادة مدرب.

لذلك إنَّ توفير التدريب بقيادة مدرب افتراضي للموظفين الذين يعملون في المنزل، يعكس موقف الشركة تجاه دعم هذا النمط من العمل بصورة إيجابية، كما يضمن للأشخاص الذين يعملون من المنزل أن يبقوا جزءاً من نمو المؤسسة وثقافتها التعليمية.

من الهام التأكد من أنَّ الموظفين عن بُعد لديهم القدرة على الوصول إلى الدورة مثل الموظفين داخل المنظمة؛ وهذا يتطلب خطوةً إضافيةً في عملية التخطيط والتطوير.

عموماً، يُعَدُّ التدريب بقيادة مدرب افتراضي طريقةً رائعةً لجعل مؤسستك أكثر قوة في مجال التعلُّم والتطوير؛ إذ يمكن أن يتكيف بسهولة مع التغييرات في الحجم والمواقع والخصائص السكانية للقوى العاملة.

تأكد من تعامل المدرب بأريحية مع منصة التعليم الافتراضي الخاصة بك، بالإضافة إلى الاستيعاب الكامل للوثائق التي سيحتاج إليها، والأهم من ذلك، حدِّد الأهداف التعليمية قبل البدء.