أتاح التدريب عبر الإنترنت العديد من الاحتمالات للشركات، سواء كانت شركتك تقدِّم تدريباً على مهارة جديدة أم تدريباً إلزامياً، فسوف تحتاج إلى معرفة أيهما أفضل للموظفين، التعلم المتزامن أم التعلم غير المتزامن.

اعتماداً على هدف التعلم، يمكن للمتعلمين الاستفادة من التعلم المتزامن وغير المتزامن؛ حيث لكل واحد منهما جوانب إيجابية وجوانب سلبية، ولكن أيهما أنسب لك وللمتعلمين؟

فيما يلي شرح سريع يتضمن إيجابيات وسلبيات كل نموذج، وكيف يمكنك الاستفادة منهما على أفضل وجه.

ما هو التعلُّم المتزامن؟

التعلم المتزامن هو أي نوعٍ آنيٍّ من أنواع التعلم؛ حيث تشارك مجموعة من الأشخاص في التعلم في وقت واحد، على الرغم من أنَّ التعلم يحدث في الوقت نفسه، ليس من الضروري أن يجتمع المتعلمون شخصياً في مكان واحد، كما يُمكِّن التعلم المتزامن المتعلمين من طرح الأسئلة وتلقِّي الإجابات على الفور، مع التعاون بحريَّةٍ مع زملائهم في التعلم.

بالنسبة إلى تدريب الموظفين، يُعَدُّ التعلم المتزامن خياراً شائعاً، فهو طريقة مناسبة للتعرف إلى السياسات الجديدة في الشركة أو البرامج الجديدة التي تطرحها، وعندما يُنفَّذ هذا الأسلوب تنفيذاً صحيحاً، يصبح مفيداً لتدريب العميل والشريك؛ ذلك لأنَّه يؤدي إلى الحصول على حلقة لا تقدَّر بثمن من التغذية الراجعة.

تتضمن بعض أمثلة التعلم المتزامن ما يلي:

  • ندوات مباشرة عبر الإنترنت.
  • مؤتمرات فيديو.
  • فصول دراسية افتراضية.
  • المراسلة الفورية.

ما هو التعلم غير المتزامن؟

يركز التعلم غير المتزامن أكثر على المتعلم؛ حيث يُمكِّن المتعلمين من إكمال الدورات دون الاضطرار إلى الحضور إلى مكان معيَّن في وقت معيَّن، وفي الأساس، لا يعوق التعلم غير المتزامن المتعلمين من ناحية المكان أو الزمان، كما يمتلك المتعلمون غير المتزامنين حرية إكمال مواد الدورة التدريبية متى أرادوا ومن أي مكان ما داموا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت.

ويتيح التعلم غير المتزامن الفرصة للتغذية الراجعة على الرغم من أنًّه لا يُقدَّم مباشرةً؛ حيث يتمتع المتعلمون بحرية مشاركة الأفكار والأسئلة مع المدربين وزملائهم المتعلمين، على الرغم من أنَّهم قد لا يحصلون على إجابة فورية.

تتضمن بعض الأمثلة على التعلم غير المتزامن ما يلي:

  • الدورات التدريبية عبر الإنترنت.
  • البريد الإلكتروني.
  • المدوَّنات.
  • دروس الفيديو المسجلة مسبقاً أو الندوات عبر الإنترنت.
  • المنتديات والمناقشات الافتراضية.

إيجابيات وسلبيات التعلم المتزامن وغير المتزامن

عند مقارنة التعلم المتزامن مع التعلم غير المتزامن، نجد أنَّ لكل منهما مزايا وعيوب، فما قد يروق لمتعلم ما قد لا يروق للآخر، لنلقِ نظرةً عن كثب على بعض الإيجابيات والسلبيات الرئيسة لكل منهما:

إيجابيات التعلم المتزامن

  • نظراً للطبيعة الاجتماعية للتعلم المتزامن، يمكن للمتعلمين التفاعل بسهولة مع المدربين والمتعلمين الآخرين؛ مما يجعل النشاطات الجماعية ممكنةً.
  • يُقدَّم التعلم المتزامن مباشرةً؛ مما يعني أنَّه يمكن للمتعلمين الحصول على تغذية راجعة فورية، كما يمكن أيضاً مشاركة الأفكار والآراء على الفور مع زملائك المتعلمين.
  • وبالمثل، إذا كان المتعلمون لديك يواجهون مشكلةً في أي من محتوى الدورة التدريبية، فإنَّ التعلم المتزامن يسمح لهم بطرح الأسئلة والحصول على إجابات فورية.

سلبيات التعلم المتزامن

  • يجب أن يكون المتعلمون المتزامنون متصلين بالإنترنت في وقت معيَّن، ومن ثمَّ يجب إجراء عملية التعلم وفق برنامج تدريب محدد، ولا يمكن للمتعلمين الوصول إلى المحتوى أينما ووقتما يريدون، ولكن لتسهيل الأمر عليهم وتقديم المزيد من المرونة، يمكنك تسجيل جلسة التدريب وتقديمها من خلال نظام إدارة التعلم (LMS).
  • نظراً للتفاعل الجماعي المباشر في نموذج التعلم المتزامن، قد يشعر بعض المتعلمين أنَّهم لا يتلقون الاهتمام الفردي الذي يحتاجون إليه، وهذا صحيح لا سيَّما إذا كان هناك جزء من التدريب لا يفهمونه تماماً، ولتجاوز ذلك، حاول التحقق من تقدُّم المتعلمين لديك عن طريق تخصيص وقت في أثناء التدريب لجلسات أسئلة وأجوبة فردية أو جماعية.
  • تعتمد فاعلية فهم المتعلمين لمحتوى الدورة على جودة المدرب أكثر من المتعلمين أنفسهم، وللتغلب على هذا، تأكَّد من أنَّ المدربين يتلقون التدريب المناسب حتى يكونوا مستعدين تماماً لأداء أدوارهم على أحسن وجه، وكذلك سيضمن مطالبة المدربين بالتخطيط المسبق لجلساتهم تقديم تجربة تعليمية رائعة للمتعلمين.

إيجابيات التعلم غير المتزامن

  • يوفر التعلم غير المتزامن الكثير من المرونة، فعلى الرغم من أنَّ هناك عادةً موعداً نهائياً في الأفق، يمكن للمتعلمين غير المتزامنين التقدم حسب وتيرتهم الخاصة والوصول إلى الدورة التدريبية في أي وقت يختارونه ومن أي مكان.
  • إنَّ تدريب المتعلمين الموجودين في مواقع مختلفة ذو جدوى اقتصادية؛ حيث يمكنهم المشاركة في الدورات بصرف النظر عن المنطقة الزمنية أو الموقع.
  • من خلال التعلم غير المتزامن، يكون لدى المتعلمين المزيد من الوقت للتفكير في المادة التي يتعلمونها؛ مما يعني أنَّه من المحتمل أن يفهموها بدقة أكبر.
  • بالإضافة إلى ذلك، يُعَدُّ التعلم غير المتزامن أفضل للأعمال سريعة النمو، فإن كان عليك تدريب مئات أو آلاف المتعلمين من جميع أنحاء العالم، فيمكنك جعلهم يواكبون التدريب دون الحاجة إلى التدريب وجهاً لوجه.

سلبيات التعلم غير المتزامن

  • على الرغم من أنَّ المتعلمين قد يتمكنون من الوصول إلى مدرب، إلا أنَّ التواصل من خلال التعلم غير المتزامن قد يكون محدوداً؛ إذ لا يمكن تقديم إجابات عن الاستفسارات مباشرةً، على سبيل المثال: قد يضطر المتعلمون إلى انتظار إجابة عن رسالة بريد إلكتروني، فيمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال التأكد من اختيار نظام إدارة التعلم (LMS) الذي يُسهِّل عملية التواصل قدر الإمكان.
  • يؤدي عدم التفاعل مع المدربين وزملائهم المتعلمين إلى شعور بعض الأفراد بالعزلة؛ مما يقلل الحافز والتفاعل في الدورات، لذلك تخلَّص من شعور المتعلمين بالعزلة من خلال التركيز على تصميم محتوى رائع للدورة التدريبية.
  • يركز التعلم غير المتزامن على المتعلم؛ لذا يحتاج أولئك الذين يأخذون دورات بهذه الطريقة إلى الانضباط الذاتي والتركيز ليكونوا ناجحين في إكمال أعمال الدورة المطلوبة؛ لذا استخدِم المسابقات التشجيعية والمنتديات للحفاظ على اهتمامهم.

أيهما أفضل للمتعلمين: التعلم المتزامن أم غير المتزامن؟

في النهاية، تعتمد طريقة التعلم التي تختارها للمتعلمين لديك على عدد من العوامل، مثل: أهداف التعلم، وأنواع محتوى الدورة التدريبية التي تصممها، وأسلوب تقديم التدريب، وتوافر المتعلمين، ومع ذلك، إذا كانت لديك الموارد، فإنَّ استخدامهما كليهما يُعَدُّ مكسباً.

على سبيل المثال: يضمن تصميم دورة تدريبية غير متزامنة وإضافة ندوات حية تكميلية افتراضية ومجدولة لأيام وأوقات مختلفة أنَّ المتعلمين يحظون بفرصة التفاعل مع بعضهم بعضاً ومع المدربين، أو يمكنك اعتماد التعلم المدمج الذي يُعَدُّ خياراً آخر يدعم فرص التعلم المتزامن وغير المتزامن.

بصرف النظر عن الطريقة التي تختارها، فإنَّ التنوع هو أفضل نهج، وتحديداً إذا كنتَ تصمم دورةً، فاسعَ إلى إبقاء المتعلمين متفاعلين قدر الإمكان من خلال الدمج بين الأساليب المختلفة لتقديم المحتوى، فاستخدام مجموعة من العناصر مثل: الفيديو والنصوص والصور، من المؤكد أن يحافظ على اهتمام المتعلمين.