لدى كل فريق تعلُّم وتطوير هدف نهائي واحد؛ إذ عليهم التأكد من توفير كل فرصة متاحة للتدريب لكل عضو في المنظمة، ولكن بالنسبة إلى الشركات الحديثة والمتنامية، ما هي أفضل طريقة للقيام بذلك؟ فالتعلم الرسمي وغير الرسمي أسلوبان متعارضان، أحدهما عملي ومنظَّم، والآخر عرضي وغير منظَّم، وسوف نتعمق في هذا المقال في كلا النوعين، ونقارن بينهما، ونكتشف أيهما أفضل لمؤسستك.

ما هو التعلُّم الرسمي وغير الرسمي؟

التعلم الرسمي هو التعلم الذي يُقدَّم تقديماً مدروساً ومنهجياً؛ حيث يخطط له ويوجهه المدرب، وعادةً ما يحدث وجهاً لوجه أو من خلال منصة تعلُّم إلكترونية، مثل نظام إدارة التعلم (LMS)، وفي بيئة العمل، فكِّر في التدريب الرسمي في سياق التدريب على الامتثال أو تأهيل الموظفين المعينين حديثاً، وهذه هي أنواع التدريب التي تحتاج إلى تنظيم، ولها مواعيد نهائية وهدف نهائي، فالتعلم غير الرسمي مختلف تماماً؛ إذ إنَّه غير منظَّم، وغالباً ما يكون غير مدروس، ويحدث خارج بيئة التعلم التقليدية، والأهم من ذلك، أنَّه موجَّه ذاتياً وغير متزامن وليس له أهداف حقيقية؛ بل يحدث عفوياً داخل مؤسستك في أي وقت وفي أي مكان.

على سبيل المثال: يمكن أن تتحدث مع زميلة في العمل وتذكر أنَّها وجدَت طريقةً أكثر فاعليةً لأتمتة عملية يدوية يمكنك استخدامها أيضاً، وبذلك تعلمتَ شيئاً على الرغم من أنَّ الأمر لم يكن متعمداً.

ما هي أساليب التعلم الرسمية وغير الرسمية؟

عندما نقارن بين التعلم الرسمي وغير الرسمي، نجد أنَّ لكل نوع أسلوب مختلف في التقديم، وفيما يلي أكثر الأساليب شيوعاً لاستخدام كل منهما في مكان العمل.

أساليب التعلم الرسمي

1. وجهاً لوجه

وهو أسلوب تدريب تقليدي، ولكنَّه لا يزال رائجاً، ويحدث في بيئة تشبه الفصول الدراسية؛ حيث تأتي شعبيته من كونه يضيف مستوى من التفاعل الفوري، لكنَّ التدريب وجهاً لوجه مثل: الندوات، والكوتشينغ، والتدريب في مكان العمل له عيوبه أيضاً، فهو مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً؛ مما يجبر المتعلمين في الغالب على تفويت أيام عمل كاملةً للقيام بالتدريب.

2. التدريب الافتراضي

يحدث بمساعدة نظام إدارة التعلم (LMS)، فقد أصبح تقديم التدريب عبر الإنترنت المعيار الجديد للشركات التي تتطلع إلى تقديم استراتيجية تعليمية رسمية، فالميزة الكبيرة هي أنَّه سريع وسهل؛ إذ يجب على المتعلمين فقط تسجيل الدخول إلى نظام إدارة التعلم (LMS) والتدرب متى احتاجوا إلى ذلك دون أن يفوتهم العمل أو السفر.

وهناك أيضاً خيارات للتدريب الافتراضي؛ إذ يمكنك تقديم نموذج التعلم المختلط مع التدريب بقيادة مدرب (ILT) والندوات الافتراضية واستخدام التعلم الاجتماعي من خلال المنتديات، وتتمثل الفائدة الكبرى من نظام إدارة التعلم (LMS) في أنَّه يجعل التدريب قابلاً للقياس بسهولة، ولنفترض على سبيل المثال أنَّ شركتك تقدِّم تدريباً على الامتثال، وهذا التعلم يحتاج إلى أن يكون رسمياً، وباستخدام نظام إدارة التعلم (LMS)، يمكنك تتبع كل خطوة في التدريب وتسجيلها لضمان امتثال مؤسستك.

أساليب التعلم غير الرسمي

نظراً لأنَّ التعلم غير الرسمي تلقائي وغير مخطط له، فمن الصعب تحديد الأساليب الملموسة المستخدمة داخل مؤسستك، ومع ذلك، من الهام ملاحظة أنَّ التعلم غير الرسمي يحدث بالفعل في مؤسستك، ولكنَّك قد لا تدرك ذلك، ففي كل مرة يقرر موظف ما اللجوء إلى محرك البحث "جوجل" (Google) لتحسين عملية ما، أو في كل مرة يكون هناك نقاش بين زملاء العمل حول مهمة ما، يكون هناك فرصة للتعلم.

وبناءً على ذلك، هناك بعض الطرائق لتعزيز التعلم غير الرسمي داخل مؤسستك، أولاً، توفير مصادر جيدة للموظفين للمشاركة فيها، والتعلم منها عند الحاجة يُشجِّع على التعلم غير الرسمي، وثانياً، هناك التعلم الاجتماعي، سواء كان ذلك عبر المناقشات وجهاً لوجه، أم من خلال تطبيق مراسلة مثل "سلاك" (Slack)، أو منتدى في نظام إدارة التعلم (LMS)؛ حيث تزيد الأساليب التي تحفز الموظفين على التواصل من فرصهم في التعلم.

متى تستخدم أساليب التعلم الرسمي وغير الرسمي؟

عندما يتعلق الأمر باستراتيجيات التعلم داخل المؤسسة، من الضروري أن نفهم شيئاً واحداً عن التعلم الرسمي وغير الرسمي، وهو أنَّهما ليسا منفصلين، فلكل منهما فوائده الخاصة وله دور داخل مؤسستك، والقضية فقط هي أن تعرف أي النموذجين أنسب، وهناك بعض القواعد التي يجب اتباعها عند تحديد أيهما أنسب؛ إذ يجب أن يعتمد أهمها على سؤال واحد: "هل يجب أن يكون التدريب قابلاً للقياس؟"

بالنسبة إلى أنواع التدريب مثل: التدريب على الامتثال، وتأهيل الموظفين المعينين حديثاً، والتدريب على المهارات الوظيفية، والتدريب على المهارات الناعمة، والتدريب على المنتجات، فإنَّ الإجابة هي "نعم"، وهذه كلها دورات تؤثر في نجاح مؤسستك، وكذلك معرفة أنَّ موظفيك يحصلون على المعلومات التي يحتاجون إليها لأداء دورهم بفاعلية هو مقياس أساسي يجب تتبعه.

عادةً ما يُطبَّق التعلم غير الرسمي عندما تكون المادة لطيفةً ولكنَّها ليست من الضرورات الأساسية، فالأكثر أهميةً هنا هو رعاية المناقشات وتشجيع التعلم المستقل بحيث يشعر موظفوك أنَّه يمكنهم اكتساب المعرفة بطريقة ذاتية التوجيه، والأمر متروك لك لتحديد عمليات التعلم التي تناسب مؤسستك بصورة أفضل، لكن اعلم أنَّ المؤسسات الأكثر نجاحاً تجعل التعلم أولويةً بصرف النظر عن الأسلوب، لذلك ما دام موظفوك يشعرون بالدعم في التعلم بصرف النظر عن الأسلوب، فتلك خطوة جيدة.