لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن أنواع الجمعيات وفوائد وتحديات تدريب أعضائها واستراتيجيات تقديم التدريب لهم، وسنتحدَّث في هذا الجزء الثاني والأخير منه عن قياس تأثير تدريبهم، وعن ميزات برامج التدريب.

قياس تأثير تدريب الأعضاء:

1. التقدير والتقييم:

من الضروري إجراء تقييمات قبل التعلم وبعده لقياس التغيرات في المعرفة والمهارات، فإذا كنت تستخدم نظام إدارة التعلم (LMS) لتقديم التعلم، فحاول إجراء اختبارات أو واجبات عملية لتقييم أداء الأعضاء قبل التدريب وبعده.

2. الاستطلاعات والتغذية الراجعة:

اعلم أنَّك لا تستطيع تحسين عملية التعلم دون جمع تغذية راجعة من الأعضاء عن تجربتهم، فاطلب آراءهم عن المحتوى وأساليب تقديم التدريب والرضى العام، واستخدم الاستطلاعات لتحديد مجالات التحسين.

3. المقاييس:

استخدم التقارير لتتبع مقاييس النجاح، وفيما يأتي بعض المقاييس التي يمكنك استخدامها لمعرفة تأثير تدريب أعضاء مؤسستك:

معدلات الإكمال:

تتبَّع نسبة الأعضاء الذين أكملوا البرامج التدريبية بنجاح، فقد تشير معدلات الإكمال المنخفضة إلى ضعف الاندماج أو فاعلية التدريب.

الاحتفاظ بالأعضاء:

ادرس تأثير التدريب في معدلات الاحتفاظ بالأعضاء، فقد يسهم التدريب عالي الجودة في تعزيز الشعور بالقيمة والانتماء داخل المؤسسة.

رضى الأعضاء:

قس رضى الأعضاء عن برامج التدريب عن طريق الاستطلاعات أو التغذية الراجعة، فقد تكون معدلات الرضى المرتفعة مؤشراً على تأثير البرنامج.

العائد على الاستثمار (ROI):

قارن تكلفة تقديم البرامج التدريبية بالفوائد التي تعود على الجمعية والأعضاء، واحسب العائد على الاستثمار (ROI) لمعرفة ما إذا كان التدريب مجدياً اقتصادياً.

الشهادات:

إذا كان برنامج التدريب يقدم شهادات أو شارات، فتتبع عدد الأعضاء الذين حصلوا على هذه المؤهلات بنجاح، فيشير هذا إلى قيمة التدريب في نظر الأعضاء.

ميزات برامج التدريب:

1. الاعتماد الاكاديمي:

احرص على حصول أعضاء مؤسستك على التدريب والمهارات التي يحتاجون إليها لتأهيلهم والأداء بكفاءة في مناصبهم والتفوق في مهنتهم، لماذا لا تؤتمت عملية الاعتماد وإصدار الشهادات بحيث تلغي الحاجة إلى معرفة المتدربين المُعتمدين وغير المُعتمدين يدوياً؟

من المفيد استخدام نظام إدارة تعلم (LMS) يؤتمت مثل هذه المهام، فاحصل على نظام إدارة التعلم (LMS) الذي يسمح لك بإدارة المتعلمين بسهولة عن طريق إدارة المستخدمين تلقائياً.

2. التطوير المستمر وقدرات التعلم الذاتي:

اجعل أعضاء مؤسستك يعودون للحصول على مزيد من المعلومات والمهارات؛ وذلك عن طريق تقديم تدريب مستمر يضيف قيمة ويساعدهم على النمو والتطور في مناصبهم.

تقدِّم بعض أنظمة إدارة التعلم (LMS) ميزة تسمى الكتالوجات، والتي غالباً ما يوصى بها بناءً على التدريب الذي أكمله المتعلمون سابقاً، وتمنح المتعلمين لديك الفرصة لتلبية احتياجاتهم التعليمية ذاتياً باستخدام المحتوى عند الطلب، وتساعد الكتالوجات على إدماج أعضاء مؤسستك باستمرار؛ وذلك عن طريق توفير تعلم قيم يمكن الوصول إليها عند الطلب.

3. الامتثال:

احمِ جمعيتك وأعضاءها والأشخاص الذين تخدمهم؛ وذلك عن طريق التدريب الذي يضمن عمل الجميع وفق معايير الامتثال نفسها.

4. التكامل:

تخيَّل أنَّ مهام إدارة التعلم استغرقت نصف الوقت الذي تستغرقه الآن، فكر في مقدار وقت الفراغ المتاح لك للقيام بمهام أخرى أو أخذ استراحة لاحتساء القهوة، فيجب على نظام إدارة التعلم (LMS) أن يفعل ذلك تماماً عن طريق عمليات التكامل.

بوجود حل يتكامل مع البرنامج الذي تستخدمه (مثل نظام الموارد البشرية أو إدارة علاقات العملاء أو أداة الندوات عبر الإنترنت)، يمكنك أتمتة الإجراءات مثل إنشاء المستخدم والوصول إليه، ومزامنة البيانات، وعمليات التسجيل، وغير ذلك الكثير.

من الأفضل أن يكون نظام إدارة التعلم (LMS) مزوداً بواجهة برمجة تطبيقات ريستفول (RESTful)، فيتيح لك إدخال البيانات إلى النظام واستخراجها منه مباشرةً، ويمكن بعد ذلك استخدام ذلك لإنشاء المستخدمين وإضافتهم إلى المجموعات، وتسجيلهم في الدورات التدريبية، وإرسال البيانات مرة أخرى إلى أنظمة الطرف الثالث.

5. إعداد التقارير:

باستخدام حل التعلم المناسب، يمكنك تزويد جمعيتك بالبيانات اللازمة لتتبع أداء التعلم وقياسه، والأهم من ذلك، ربط بيانات التعلم  بتأثير المنظمة.

6. التجارة الإلكترونية:

قد تحتاج إلى بيع برنامج التدريب إلى أعضاء مؤسستك، والحل التعليمي المناسب يسهِّل القيام بذلك، فتسهل أنظمة إدارة التعلم (LMSs) التي توفر خدمات التجارة الإلكترونية على العملاء تصفُّح ومعاينة وشراء المواد التدريبية أو كتالوجات الدورات التدريبية.

يمكنك أيضاً أن تجعل التعلم ميزة للعضوية بتقديم حسومات حصرية على الدورات بناءً على نوع العضوية.

7. العلامات التجارية ووضع العلامات البيضاء:

يسهم وجود موضوع وتصميم موحَّدين في إنشاء تجربة تعليمية سلسة وتعزيز اندماج الأعضاء، فتوحيد هويتك المرئية يجعلها مُميَّزة لك، ويعرفها الجميع ويثق بها.

يجعل وضع العلامات البيضاء نظام إدارة التعلم (LMS) مُلكك تماماً، فهو يمكِّنك من تخصيص عناوين يو آر إل (URL)، وإزالة أية إشارات إلى مزود نظام إدارة التعلم، إضافة إلى أية مؤشرات مرئية تشير إلى أنَّ النظام من مصدر خارجي.

8. تدريب جمهور متعدد:

يجب أن تكون إدارة محتوى التدريب على نطاق واسع عنصراً أساسياً في أي حل تعليمي، وهنا يأتي دور بوابات التعلم، فعدها أنظمة إدارة تعلم مصغرة، فيكون لديك بوابة رئيسة واحدة يمكنك عن طريقها التحكم في كل البوابات الفرعية.

عند إضافة متعلمين إلى البوابة الإلكترونية، يمكنك حينها تخصيص محتوى الدورة داخل تلك البوابة لتلبية احتياجاتهم التدريبية المحددة.

9. التعلم التفاعلي:

درِّب أعضاء مؤسستك باستخدام التدريب بقيادة مدرب (ILT)، فإذا كان نظام إدارة التعلم (LMS) يدعم أداة الندوات عبر الإنترنت، فيمكنك إنشاء تجربة تعليمية مدمجة بتقديم أفضل جوانب التدريس الشخصي مع أساليب التعلم عبر الإنترنت القائمة على التكنولوجيا، ومن الهام جداً أن يكون لديك نظام إدارة تعلم يتكامل مع أدوات الندوات عبر الإنترنت الأكثر شعبية المتاحة، مثل زووم (Zoom) أو أم إس تيمز (MS Teams).

جرِّب تجربة المتعلم باستخدام أسلوب التلعيب حتى تحافظ على اندماج المتعلمين.

ستشجع أعضاء مؤسستك على تحقيق أهدافهم وتسلط الضوء على أفضل المتعلمين أداءً بممارسة التلعيب أو بإجراء مسابقات ودية باستخدام لوحات المتصدرين، فتعزز حلول التعلم التي تدمج المتعلمين بسلاسة عن طريق التعليم الاجتماعي تجربة التعلم وتحفز الاندماج المستمر.

بتسهيل التواصل عن طريق منتدى نظام إدارة التعلم، توفر مساحة تُمكِّن المتعلمين من دعم بعضهم بعضاً والتعلم من بعضهم بعضاً، كما أنَّها بمنزلة مكتبة يبحث المتعلمون فيها عن معلومات تدريبية إضافية، إنَّها أداة ممتازة لتعزيز ثقافة التعلم في شركتك.

في الختام:

يعد تدريب الأعضاء بمنزلة رحلة نمو، سواء للأفراد المشاركين أم للمنظمة ككل، وعن طريق فهم أعضاء مؤسستك، وتصميم برامج تدريب قادرة على إدماجهم، وتحديد أهداف واضحة، واستثمار التكنولوجيا، وتوفير الدعم المستمر، والاحتفاء بالإنجازات، يمكنك إنشاء مجتمع تعليمي نابض بالحياة.

اعلم أنَّ سر النجاح يكمن في تعزيز ثقافة التعلم المستمر والتعاون، فعندما تستثمر في أعضاء مؤسستك، فإنَّك تستثمر في مستقبل أكثر إشراقاً ونجاحاً لمؤسستك.