الآن، وأكثر من أيِّ وقت مضى، نحن نحتاج إلى تقييم برامجنا التدريبية لضمان فاعليتها، ومع الحاجة المتزايدة إلى تحويل الدورات التدريبية التقليدية التي يقودها مدرب إلى دورات مباشرة ومتزامنة عبر الإنترنت، أو دورات تعليم إلكتروني غير متزامنة، من الهام التركيز على الدورات التدريبية التي توفر النتائج المتوقعة. فيمكن أن تستغرق عملية التحويل وقتاً طويلاً وقد تكون مكلفةً؛ لذلك احرص على استثمار مواردك في التدريب الذي سيوفر عائداً على الاستثمار (ROI) أو عائداً على التوقعات (ROE).

عند تقييم الدورات، يوجد هدفان:

  1. تحديد العلاقة بين النتائج الفعلية والنتائج المتوقعة.
  2. تحديد سبب وجود هذه العلاقات بناءً على النتائج.

تُركِّز هذه المقالة على الهدف الأول وهو تحديد العلاقة بين النتائج الفعلية والمتوقعة لتحديد نتيجة التقييم.

توجد 5 نتائج محتملة "نتيجتان إيجابيتان وثلاث نتائج سلبية"، فدعونا نرى ما هي هذه النتائج المحتملة باستخدام السيناريو التالي: تصميم برنامج تدريبي لتقليل وقت انتظار العملاء على الهاتف، علماً أنَّ وقت الانتظار الحالي هو أربع دقائق "النتائج الفعلية" والهدف بعد التدريب هو تقليل وقت الانتظار إلى دقيقتين "النتائج المتوقعة".

ولتحديد النتائج وتحديد ما إذا كانت فجوة الأداء "الأداء المتوقع - الأداء الفعلي" قد سُدَّت، سنجمع البيانات في المستوى الثالث "الأداء" والمستوى الرابع "النتائج" من التقييم؛ إذ يسمح لنا المستوى الثالث بتحديد ما إذا كان المتعلمون قد طبقوا المهارات والمعلومات الجديدة في العمل. ومن الناحية المثالية، يجري تقييم ذلك مباشرةً بعد الدورة لمدة تصل إلى ستة أشهر، كما يسمح لنا المستوى الرابع بتحديد ما إذا كان أداء المتعلمين قد أثر في المنظمة، ويجري تقييم ذلك ما بين (3-12) شهراً بعد الدورة.

وبالعودة إلى السيناريو السابق، بمجرد جمع البيانات في المستويين الثالث والرابع، يمكن البدء بتحليل تلك البيانات، وسينتج عن ذلك 5 نتائج محتملة، وهي:

1. النتائج الإيجابية:

  • تجاوز التوقعات: يعطي التدريب النتائج التي نريدها وأكثر، بحيث يقلِّل وقت الانتظار من أربع دقائق إلى دقيقة واحدة.
  • تحقيق التوقعات: يعطي التدريب النتائج التي نريدها؛ إذ يقلِّل وقت الانتظار من أربع دقائق إلى دقيقتين.

2. النتائج السلبية:

  • دون مستوى التوقعات: لم يصل التدريب إلى المستوى المطلوب، وتقليل أوقات الانتظار من أربع دقائق إلى ثلاث دقائق.
  • البقاء على نفس الوضع: لم يفعل التدريب أيَّ شيء لتحقيق الهدف. وفي الواقع، بقيت أوقات الانتظار كما هي، وما يزال العملاء ينتظرون لمدة أربع دقائق.
  • تحت خط الأساس: لم يحقق التدريب هدفه؛ وإنَّما زادت أوقات الانتظار إلى خمس دقائق بعد التدريب.

بناءً على هذا السيناريو، إذا طُلِبَ منَّا تحويل هذه الدورة إلى تدريب افتراضي أو دورة تعليم إلكتروني، فإنَّنا سنرغب في تحويلها دون أيِّ تغييرات أو تحديثات، إذا تجاوزنا التوقعات أو حققناها.

في الختام:

عندما لا تتحقق النتائج، سيكون التحويل مضيعةً للوقت والموارد؛ وذلك لأنَّه لن يؤدي إلى النتائج التي نريدها. وقبل التحويل، ربما يمكننا أن نبحث أكثر ونحلِّل سبب فشل الدورة في تحقيق الهدف، هل كان ذلك بسبب متغيرات خارجة عن إرادتنا بعد التدريب؟ أم لأنَّ تصميم الدورة لم يكن قائماً على الأداء؟ أو ربما لم تكن فجوة الأداء مرتبطة بنقص المهارات والمعرفة أبداً، فربما تكون تلك الفجوة ناتجة عن شيء لا يستطيع التدريب حله والتعامل معه.