نتيجةً لأزمة جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، أصبح العمل والتعلم عبر الإنترنت جزءاً هاماً في حياتنا اليومية أكثر من أيِّ وقت مضى؛ ولقد سمح هذا التغيُّر للمدارس والجامعات والعديد من الشركات بمواصلة عملها عن بُعد، وهذا أدى بدوره إلى تغيير طريقة التعلم أو التخطيط للتدريب أو تطوير الموظفين.

نظراً لأنَّ التدريب في الفصول الدراسية لم يعد خياراً متاحاً للعديد من الأماكن في جميع أنحاء العالم، فإنَّ قادة التعلم يحولون تركيزهم إلى فرص التعلم الإلكتروني؛ إذ سمحت هذه التكنولوجيا للتعلم والتدريب بالاستمرار؛ وذلك لأنَّها تناسب الاحتياجات المختلفة، والجداول الزمنية الضيقة، والأشخاص الذين يعملون من المنزل. ومع اتباع معظم الشركات الآن هذا الأسلوب لتدريب موظفيها وتطويرهم، كيف يمكن إنشاء تعليم إلكتروني جذاب وتجربة تعليمية جديرة بالاهتمام؟

لماذا اختيار التعلم الإلكتروني؟

يمكن أن يكون إنشاء برنامج تدريبي للتعليم الإلكتروني مهمةً صعبةً، ولكن من خلال الالتزام ببعض الممارسات الجيدة في هذا المجال، ستتمكن من إنشاء تجربة تعليمية جذابة وجديرة بالاهتمام جداً. لقد ازدادت شعبية التعليم الإلكتروني خلال السنوات القليلة الماضية، ويوجد أبحاث عدة وتوقعات للسوق تتنبأ بزيادة أخرى لاستعماله وتنفيذه بوصفه طريقة تدريب للأعوام القادمة.

وممَّا ذُكِرَ في "مجلة فوربس" (Forbes Magazine): "لقد أظهر التعلم عبر الإنترنت نمواً كبيراً خلال العقد الماضي؛ إذ يزود الإنترنت والتعليم معاً الأشخاص بفرصة اكتساب مهارات جديدة".

لا تتحول الشركات بسهولة إلى التعليم الإلكتروني بسبب الظروف القسرية، ولكن بسبب الفوائد التي توفرها البرامج. وبوصفها طريقة للتدريب والتطوير، يمكن لأرباب العمل تقديم تجربة تعليمية متسقة لموظفيهم. وأفضل 5 ممارسات لتطوير دورة تعليم إلكتروني مخصصة هي:

1. التخصيص

سيساعد تخصيص برنامج التعليم الإلكتروني الخاص بك على إنشاء مواد تعليمية أو محتوى مُصمم تصميماً خاصاً لاحتياجاتك التدريبية المحددة أو هدف العمل أو توجيهات العلامة التجارية؛ فالتعليم الإلكتروني المخصص هو أمر خاص بمشكلة عملك، وهو في متناول يدك، ومتاح لموظفيك متى وكيفما أرادوا الوصول إليه.

ومن خلال تصميم أفضل ما يناسب شركتك، يؤدي تطوير دورة تعليم إلكتروني مخصصة إلى إيجاد حل لمشكلة معينة، وتتناول الموضوعات أيضاً الثقافة الفريدة لمؤسستك، التي تتطلب حاجة المطورين إلى تصميم برنامج يلبِّي احتياجات موظفيك.

عند البدء بمبادرة تدريبية جديدة، فإنَّ استعمال حلول جاهزة، لا يعالج متطلباتك التدريبية المحددة، ويمكن أن يؤدي إلى عدم تفاعل الموظفين مع العملية، وعندما لا يكون التدريب مخصصاً للمشكلة التي تعالجها، فإنَّ أمثلة المنظمات أو المشكلات الأخرى لن تُحفز المتعلمين. يمكن للمدربين الخبراء العمل معك لتحديد احتياجاتك التدريبية وتصميم دورة تعليم إلكتروني مخصصة تناسب شركتك وثقافتك ومتطلبات تطوير الموظفين لديك.

2. البدء

يضمن العمل مع مختلف أصحاب المصلحة والخبراء المتخصصين وبقية فريق التدريب الخاص بك في مرحلة تطوير المحتوى، الاحتفاظَ بصورة واضحة عن نوع التدريب الذي تريده؛ وهذا الأمر هام لأنَّه لا أحد يعرف مؤسستك أفضل منك؛ لذلك، فأنت تفهم ما هو الأفضل بالنسبة إليك بما يتماشى مع رؤيتك وأهدافك وثقافة مؤسستك. وفيما يأتي بعض أفضل ممارسات التعلم الإلكتروني:

1. تصميم الدورة بأهداف تعليمية محددة جيداً تتناسب مع أهداف أدائك.

2. تصميم سهل أو إعطاء تعليمات واضحة يسهل اتباعها.

3. ضمان تفاعل المتعلمين من خلال إدراج الفيديوهات أو المسابقات التشجيعية أو الأساليب التفاعلية الأخرى.

4. ضمان إتاحة الوصول إلى المحتوى على الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية.

5. الحرص على المشاركة في الدورة من خلال تصميمها لتشمل عمليات التحقق المعرفية والأسئلة والاختبارات أو التغذية الراجعة.

3. تصميم تدريب جيد مع شريك تدريب

سيضيف العمل مع شريك التدريب قيمة إلى مبادرة التدريب الخاصة بك؛ إذ يمتلك خبراء التدريب طريقةً لإنجاز الأمور إنجازاً مختلفاً، ودمج الأفكار الجديدة والجذابة التي من المرجح أن تحفِّز موظفيك، كما أنَّهم يتمتعون بخبرة جيدة في إنشاء وتقديم نماذج تدريبية ممتازة للتعليم الإلكتروني.

فكِّر على سبيل المثال في تضمين محتوى يحوي فيديوهات تجذب انتباه المشاركين، ومن ثم تدفعهم إلى التركيز على المحتوى؛ ففي هذه الحالة، سيتقن الموظف المُركِّز المهارات المطلوبة بسرعة.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل أفضل الممارسات أيضاً ضمان إتاحة الوصول إلى المحتوى عن طريق الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية؛ إذ يشجع المحتوى الذي يسهُل الوصول إليه على التعلم في أيِّ مكان، وهذا يساعد على تقليل الوقت الذي يقضيه الموظفون في التعلم.

كما أنَّ محتوى التعليم الإلكتروني المخصص تفاعلي؛ وذلك لأنَّه يجمع بين الاختبارات وفرص التغذية الراجعة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون مع مدرِّبك لاستعمال الأمثلة والرسوم التوضيحية في مكان العمل، ومهما كانت الاختبارات قصيرة، يمكنك أيضاً تضمين نماذج يقدِّم فيها الموظفون التغذية الراجعة؛ إذ يجعل هذا الأمر التدريب عبر الإنترنت تفاعلياً، ويشجع على المشاركة ويجعل الموظف يشعر بأنَّه جزء من برنامج التدريب.

4. الوضوح والإيجاز

يتطلب التعليم الإلكتروني تعليمات واضحة حتى لا يشعر الموظفون الذين لا يرتاحون للتكنولوجيا بالنفور؛ لذا يجب أن يعرف الموظفون طريقة التقدم من خلال التدريب والتقدم المتوقع. يمكن أن تساعد شركة تطوير التعليم الإلكتروني المخصص على صياغة التعليمات بحيث يتحقق الوضوح المقصود، مع تصميم نموذج تدريبي سهل المتابعة.

5. العمل مع مطور التعليم الإلكتروني

يجب عليك تصميم محتوى تفاعلي يدفع المتعلمين إلى المشاركة والتفاعل؛ ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تضمين الأسئلة في جميع نماذج التدريب؛ لذا فكِّر في الاستعانة بخدمات مطور تعليم إلكتروني مخصص لمساعدتك على تصميم تجربة تعليمية تفاعلية. وتتضمن بعض مزايا التعليم الإلكتروني المخصص ما يأتي:

  • انخفاض تكاليف تدريب الموظفين.
  • وجود جداول تدريب وتعلُّم مرنة.
  • لا حاجة إلى السفر والتنقل.
  • تحسين موقف الموظف من العمل.
  • زيادة تحفيز الموظفين.
  • تحسين المبيعات.
  • تحقيق رضى العملاء.
  • الموظفين المخلصين.

نظراً لطبيعة التعليم الإلكتروني، يتيح لك هذا الأسلوب أيضاً تقييم ما إذا كان المتعلمون قد أتقنوا المهارات المستهدفة في نموذج التعليم الإلكتروني الخاصة بك؛ ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تضمين التقييمات القصيرة، التي يمكن برمجة بعضها لإدراجها تلقائياً، ويتيح لك هذا الأمر بدوره متسعاً من الوقت للتفاعل مع الموظفين من خلال طرح الأسئلة المفتوحة التي تختبر أيضاً الأساليب التي يتعامل فيها المتعلمون مع المشكلات.