تُعَدُّ نشاطات كسر الجمود مفيدة لبدء الدورة التدريبية، وكما يوحي الاسم فقد صُمِّمَت نشاطات كسر الجمود للاستعداد للجلسة، ومن الهام ملاحظة أنَّ المتدربين يحتاجون إلى تقبُّل التعلُّم قبل أن يتمكَّنوا من البدء بالتعلُّم، وتساعدُ نشاطات كسر الجمود على تهيئة المتدربين وإعدادهم لمزيد من نشاطات التعلُّم.

تُعَدُّ نشاطات كسر الجمود أداة فعَّالة في صندوق أدوات المدرِّب، وبالتأكيد مثلها مثل أيَّة أداة يجب عليك إتقان مهارة استخدامها لتحقيق أقصى استفادة منها. سنتحدَّث في هذا المقال عن الصفات والفوائد والمزايا المُختلفة لنشاطات كسر الجمود وبعض الإرشادات لاستخدامها.

فوائد نشاطات كسر الجمود:

وفقاً للمؤلِّف ميل سيلبرمان (Mel Silberman) تُوجَدُ 3 أهداف تُحقِّقُها نشاطات افتتاح الدورة:

1. الإدماج:

يُمكِنُ أن يكون النشاط بمنزلةِ انطلاقة إلى الموضوع الرئيس الذي تريد تقديمه بالتفصيل فيما بعد، ويساعد هذا النشاط المتدربين على معرفة الموضوع وتقبُّل الفكرة عند الخوض في مزيد من التفاصيل.

2. بناء الفريق:

بطبيعة الحال سيتحقَّقُ بناء الفريق عندما يتعيَّن على المتدربين التفاعُل معاً لا سيما لتحقيق الأهداف المشتركة، ويُعَدُّ هذا الجانب هامَّاً بصورة خاصة في نشاطات كسر الجمود؛ وذلك لأنَّها تُشجِّعُ على التواصل الاجتماعي وتَجعَلُ الناس أكثر ارتياحاً مع بعضهم بعضاً، وهذا يفتح الفرص للتعلُّم الجماعي ويجعل الجو أكثر إيجابية.

3. التقييم:

يُمكِنُكَ استثمار هذه الفرصة لإجراء تقييم سريع للمجموعة لتحديد مدى معرفة أعضاء المجموعة بالموضوع ومدى ارتياحهم في المجموعات وما هي خلفيتهم وخبراتهم وما إلى ذلك.

متى يجبُ استخدام نشاطات كسر الجمود؟

يُمكِنُ استخدامها في أي جزء من التدريب عموماً سواء في البداية أم في النهاية؛ على سبيل المثال يُمكِنُكَ استخدامها لتقديم المواضيع في البداية؛ مثل تقديم المفاهيم ومطابقتها مع بطاقات التعريف، وسيقضي المتدربون وقتاً في اكتشاف معنى المفاهيم ومطابقتها مع التعريفات في أثناء المشاركة مع الأعضاء الآخرين في مجموعات صغيرة، وسيؤدي هذا إلى إنشاء عدد من النقاشات غير الرسمية بين المتدربين حول المواضيع التي استكشفوها وسيكونون ببساطة مستعدين للتدريب الرئيس الذي سيتبعه.

يُمكِنُكَ أيضاً استخدام نفس النشاط كآلية للتحقُّق من فهم المتدربين في نهاية الدورة التدريبية أو الجلسة بمجرد تقديم المواضيع بدقة، وتُعَدُّ نشاطات التعريف هذه أدوات تقييم ممتازة؛ إذ يُمكِنُكَ بسرعة فهم مدى إلمام أعضاء المجموعة بالموضوع الذي أنت على وشك تقديمه لهم.

كيف تُقدَّم نشاطات كسر الجمود؟

1. قبل تقديم النشاط:

يجب تقييم القدرة الجسدية للمتدربين، فهل سيكونون سعداء بالنشاطات البدنية؟ وما مدى ارتياحهم لإخراجهم من منطقة الراحة الخاصة بهم؟ إنَّ الخروج قليلاً من منطقة الراحة هو أمر جيِّد بالنسبة إليهم، لكنْ دون إحراجهم أو إهانتهم أمام الآخرين.

في هذه الخطوة يجب عليك شرح النشاط للمتدربين والتحدُّث عن الأهداف وما هو مُتوقَّع منهم والزمن اللازم وما إلى ذلك.

2. خلال تقديم النشاط:

لاحِظ في أثناء النشاط كيف يشارك المتدربون وما هي الأساليب التي يتبعونها، هل هم مندمجون بصورة كاملة؟ وهل يشعرون بأنَّ الموضوع غير مناسب؟ وهل يشعرون بالضياع؟ وهل يَشعرون بأنَّه لا تُوجَدُ حاجة إلى تعلُّم هذه المهارة ومن ثم فَهُم يُضيِّعون وقتهم؟ يجب أن تكون على علم بالتطورات حتى تتمكَّنَ من استخدام هذه المعرفة في تقديم محتوى ونشاطات المتابعة لعرضها بطريقة صحيحة.

3. بعد تقديم النشاط:

لكلِّ نشاط هدف ومن الهام إظهار هذا الهدف في نهاية النشاط حتى يصبح الجميع على علمٍ به. استمرْ في طرح الأسئلة لمعرفة رأي المتدربين في التجربة، وإذا فاتتهم أيَّة معلومة في مجال ما، فوجِّههم عن طريق طرح عدد من الأسئلة.

هذه الفرصة جيدة لربط النشاط ببقية المحتوى حتى يعرف المتدربون فكرة الدورة، فحاوِل الحصول على تغذية راجعة غير مباشرة حول النشاط نفسه، وإذا كان المتدربون لا يُفضِّلون نشاطاً معيَّناً، فامنحهم فرصة للتحدُّث عنه وأَصغِ إلى ما سيقولونه، وبحسب تغذيتهم الراجعة حسِّن جودة نشاطك التدريبي أو نشاط كسر الجمود في المرة القادمة التي تُدرِّب فيها.

تذكَّر أنَّ نشاطات كسر الجمود تهدف إلى ربط المحتوى المتنوع؛ لذا حاوِلْ التنقُّل بين هذه النشاطات بسرعة حتى لا يشعر المتدربون بأنَّهم يُضيِّعون وقتهم، وبمجرد أن يفهموا ما تفعله انتقِلْ إلى الموضوع التالي.