ل تُفكِّر في ترك مهنة التدريس في المدارس والانتقال إلى تعليم الموظفين في الشركات؟ تذكَّر هذه النصائح التي ستساعدك على التحضير الفعَّال لهذا الانتقال وتحسين تجربتك.

كيف تترك التدريس وتبدأ تعليم موظفي الشركات؟

يمكِن أن يكون تدريس مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة (K-12) واحدةً من أكثر المهن فائدةً على الإطلاق، إلا أنَّها يمكِن أن تكون أيضاً واحدةً من أكثر المهن إرهاقاً وأقلها أجوراً، في حين أنَّ الحصول على فرصةٍ لتكون مربِّي أجيال قد يبدو رائعاً، إلا أنَّ رعاية أطفال شخص آخر قد لا تكون ما تريد فعله في هذه الحياة، وإذا كنتَ مدرِّساً، فقد تتساءل إلى متى سيكفيك راتبك، أو ستتمكَّن من التحكم في الضغط الذي تسببه وظيفتك، فقد تتقبل في النهاية حقيقة أنَّه لا يوجد مجال كبير للتطور في هذه المهنة، لذلك قد يكون الانتقال إلى مجال تعليم البالغين في الشركات، أو ما يسمى أيضاً التدريب والتطوير، أو التعلم والتطوير، أو التصميم التعليمي، خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة إليك.

يُقدِّر مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأمريكية (The U.S. Department of Labor’s Bureau of Labor Statistic) أنَّ التوقعات الخاصة بوظائف المتخصصين في التدريب والتطوير تشير إلى أنَّ أعداد العاملين في هذه المهنة ستزداد بنسبة 9% في السنوات العشر القادمة، وهي وتيرة أعلى بكثير من المتوسط، كما أنَّ مديري التدريب والتطوير يتزايدون بوتيرةٍ أسرع من المتوسط بنسبة تبلغ 7%، ويتفاخرون بمتوسط رواتب يبلغ 113 ألف دولار أيضاً.

من أين نبدأ في تحقيق هذا؟

بمجرد أن تُقرر التحول من التدريس إلى مجال تعليم البالغين في الشركات، ستحتاج إلى وضع خطة للانتقال، وإلى سؤال نفسك: كيف ستكون قادراً على أن تُثبتَ لرب عمل مستقبلي من خلال سيرتك الذاتية والمقابلة أنَّه يمكِنك تصميم دورات التعلم المخصَّصة للبالغين، واستخدام تقنيات التعلم المهنية، ووضع إمكانية توصيل المعلومات في الحسبان؟ إنَّ الأمر أكثر تعقيداً من مجرد التقدم لوظيفة التدريب والتطوير التالية التي تراها منشورةً على موقع "لينكد إن" (LinkedIn)، ولكن من الممكن أيضاً تحقيق هذا الانتقال بنجاح.

أولاً، ابدأ ببعض الأبحاث عبر الإنترنت للعثور على الاختلافات بين تعليم البالغين، أو ما يُعرف بـ الأندراغوجيا (Andragogy) وتعليم الأطفال والمراهقين، أو ما يُعرف بالـ بيداغوجيا (Pedagogy). قد تصادف بعض المبادئ مثل مبادئ مالكوم نولز (Malcolm Knowles) الخاصة بتعليم البالغين، وغيرها من المصادر التي ستبدأ في تغيير تفكيرك فيما يتعلق بالتعلم.

اكتساب الخبرة عبر العمل مع البالغين:

بعد ذلك، اكتسِب خبرةً من خلال العمل مع البالغين، وإذا كنتَ ملتزماً بعقد عمل كما هو حال العديد من المعلمين، أو تشعر بالحاجة إلى الاستمرار في العمل في تدريس طلاب المدارس لمدة عام أو عامين آخرين، فلا يزال بإمكانك البدء في اكتساب خبرة ذات قيمة في حياتك المهنية الجديدة بينما تظلُّ مدرِّساً في مرحلة الدراسة ما بين رياض الأطفال والمرحلة الثانوية، فالمفتاح هو اكتساب الخبرة عبر العمل مباشرة مع البالغين بدلاً من الأطفال، ويمكِنك القيام بذلك بطرائق عدَّة داخل المدرسة أو أقسامها:

1. التفكير في تقديم نشاط تعليمي جديد في اجتماع القسم التالي

قد تشعر أنَّ هذا لا يمت لهدفك بصلة، لكنَّ جمهورك سيكون من المتعلمين البالغين، وقد تشارك شيئاً مخصَّصاً لطلاب المرحلة الدراسية الأولى، لكنَّ المتعلمين في هذه الحالة هم من البالغين؛ لذا ضع ذلك في الحسبان عند التخطيط لكيفية المشاركة.

2. تولِّي منصب المدير التالي لقسمك

قد لا تشعر أنَّك مؤهل لذلك، لكنَّ الناس يتقاعدون ويحصلون على وظائف جديدة وينتقلون طوال الوقت، وسيسمح لك منصب مثل مدير القسم باكتساب الخبرة في الإدارة أو تقديم الدعم للمتعلمين البالغين.

3. التفكير في تقديم محاضرة في المؤتمر المحلي التالي في مجال تخصُّصك

تضم كل مرحلة من المراحل الدراسية الممتدة من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية منظماتٍ ومؤتمراتٍ مهنية إما محلياً أو على مستوى الدولة؛ لذا يُعَدُّ تصميم عرض تقديمي للمؤتمر وإجراء جلسة تدريب مهارةً من شأنها أن تؤدي دوراً في منصبك المستقبلي في مجال التدريب والتطوير.

4. التقديم لتصبح كوتشاً تعليمياً

قد يكون هناك مناصب مخصَّصة للكوتشينغ التعليمي في مدرستك أو أقسامها، وهذه وظيفة تعمل فيها على دعم وخلق فرص تعلُّم للبالغين لتحسين أدائهم في مكان العمل في محيطك الأكاديمي المهني، ويمكِن أن تكون هذه تجربةً ممتازةً لتُغني مهنتك المستقبلية الهادفة إلى العمل مع المتعلمين البالغين في الشركات.

5. الحصول على وظيفة بدوام جزئي في تعليم البالغين

هل تدرس الفن أو اللغة الإنجليزية كلغة ثانية أو التاريخ أو الرياضيات؟ قد تكون قادراً على تقديم دورة لمساعدة البالغين في الحصول على شهادة اختبار تطوير التعليم العام (GED) أو في اجتياز اختبار المواطنة أو في التحدث بلغة أخرى، وسوف تشعر بشعور رائع عند تلبية احتياجات المتعلمين البالغين في هذه المجالات.

هناك العديد من الطرائق التي من الممكن أن تستخدمها لاكتساب الخبرة في العمل مع البالغين الآن بدلاً من الانتظار حتى تبدأ في التقدم لوظائف خارج المراحل الدراسية، فابدأ بالعمل على إحدى هذه الخيارات اليوم.

اكتساب الخبرة عبر العمل باستخدام التكنولوجيا:

عندما يتعلق الأمر بمجال التدريب والتطوير، تُعَدُّ المهارات التقنية ضروريةً جداً في مجال تعليم البالغين؛ لذلك ستحتاج إلى خبرة في العمل باستخدام تقنيات التعلم الاحترافية، وإذا لم تكن مهاراتك في استخدام برامج "مايكروسوفت" (Microsoft Suite) الأساسية كبيرةً، فقد حان الوقت لتحسينها؛ إذ قد يجد أولئك الذين يستخدمون التكنولوجيا بسهولة ولديهم القدرة على التصميم واستخدام الألوان والتنظيم والتواصل المرئي، أنَّ التكنولوجيا تسهِّل تحقيق النجاح في مجالات كالتعليم.

بالإضافة إلى معرفة تفاصيل استخدام برنامج "بوربوينت" (PowerPoint)، على سبيل المثال: يجب أن تتعرَّف إلى بعض الأدوات اللازمة لتصميم برامج التعليم الإلكتروني، مثل: برنامج أدوبي كابتيفيت (Adobe Captivate) وكمتاسيا (Camtasia) وتيكسميث (TechSmith) وأرتيكوليت ستوري لاين 360 (Articulate Storyline 360) من خلال الحصول على إصدارات تجريبية، ثمَّ تعلَّم كيفية استخدامها عبر مشاهدة فيديوهات على "يوتيوب" (YouTube) أو لينكد إن ليرنينج (LinkedIn Learning). وباستخدام الإصدار التجريبي المؤقَّت من البرنامج، حاوِل إنشاء مشروع قصير أو مشروعين يمكِنك وضعهما في محفظة رقمية عبر الإنترنت لتُريها لأرباب العمل المستقبليين عندما تكون جاهزاً، ويقدِّم موقعا غوغل (Google) وويكس (Wix.com) خدمةً مجانيةً يقدِّمان لك من خلالها قوالب يمكِن استخدامها لعرض عملك.

فكِّر في الحصول على درجة الماجستير:

أخيراً، إذا لم تكن قادراً على البدء بنفسك ووجدتَ صعوبةً في إعداد نفسك بشكل مستقل لتحقيق التغيير المهني، ففكِّر في الحصول على درجة الماجستير في مجال التعلم والتطوير، أو تعليم البالغين، أو التصميم التعليمي والتكنولوجيا، حيث ستدفعك هذه الأنواع من البرامج إلى الأمام عند انتقالك من العمل في المدارس إلى العمل مع موظفي الشركات إذا كانت تستند إلى إنجاز مشاريع فعلية، وتُركز على المهارات العملية. ضع في اعتبارك قائمة خيارات الدرجات العلمية هذه من جمعية تنمية المواهب (Association for Talent Development) وهي منظمة رئيسة في هذا المجال.

إعادة كتابة سيرتك الذاتية والاستعداد للمقابلات الشخصية:

عندما تكون مستعداً أخيراً للتقدم لوظائف في مجال حياتك المهنية الجديدة، ستحتاج إلى إعادة كتابة سيرتك الذاتية والتفكير في بعض مهارات إجراء المقابلات الرئيسة، وعند إعادة كتابة سيرتك الذاتية، كن صريحاً، ولكن ركِّز على عملك مع البالغين، وأي تصميم تعليمي قمتَ به أو عرض أو تجارب تدريب قدَّمتَها، مهما كانت صغيرةً. إذا لم تكن لديك خبرة مهنية مع متعلمين بالغين، أو إذا كانت ضئيلةً، فلا تخف من تضمين قسم المهارات في سيرتك الذاتية، حيث يمكِنك وضع كفاءتك في مختلف المهارات التكنولوجية والبرمجية التي طوَّرتَها.

إذا كنتَ محظوظاً بما يكفي لإجراء مقابلة، فتأكَّد من أنَّه لديك نماذج أعمال جاهزة، ونعيد ونكرر، ركِّز على عملك مع البالغين والمهارات التي لديك (حتى لو كنتَ قد طوَّرتَها من خلال عملك مع الأطفال)، وتذكَّر أنَّه إذا كنتَ شاباً، فسيكون هناك متقدمون منافسون آخرون يتمتعون بسنوات أكثر من الخبرة المهنية، وإذا كنتَ تقترب من النصف الأوسط إلى النصف الأخير من حياتك المهنية، فتذكَّر أنَّه سيكون هناك متقدمون منافسون آخرون نشؤوا وتعلَّموا مع التكنولوجيا، فكلاهما له مزاياه وعيوبه، ولكن مع وضع ذلك في الحسبان ستبقى متيقِّظاً طوال عملية البحث عن الوظيفة.

أخيراً، الانتقال من التعليم في المدارس إلى تعليم البالغين في الشركات ممكن، فهناك عدد كبير من الفرص المتاحة لمعلِّمي هذه المرحلة لبدء اكتساب الخبرة مع المتعلمين البالغين على الفور، وهناك طرائق مجانية لاكتساب المهارات التكنولوجية التي يمكِن أن تتحول إلى نماذج عمل تساعدك في مقابلاتك، وإذا كنتَ قد بدأتَ للتو في التفكير في هذا التحول الوظيفي، فحظاً موفقاً، واستمِر في البحث والدراسة والتعلم، وستكون سعيداً بإنجازاتك.