إذا كنت تستخدم أحياناً جملاً عامة لوصف أهداف التعلُّم؛ لأنَّك لا تعرف كيفية كتابتها، أو ربَّما لا تكتبها أصلاً، سنساعدك في هذا المقال على معرفة كيفية صياغة أهداف التعلُّم، إضافة إلى طريقة استخدامها في الصف.

أهداف التعلُّم: تعريفها وطريقة كتابتها

لن تبلغ ما تريده أبداً دون تحديد هدف ومسار محدد، وينطبق الأمر ذاته على التعليم، فلن تعرف أساليب التعلُّم التي عليك اختيارها، أو حتى ما إذا كنت قد أدَّيتَ مهمتك تجاه المُتعلِّمين قبل أن تحدد أهداف التعلُّم أولاً.

هدف التعلُّم:

هو جملة مكونة من عبارات محددة وقابلة للقياس تصف المعلومات التي سيتلقاها المُتعلِّمون، والأمور التي سيكونون قادرين على فعلها بعد إكمال جلسات التعلُّم، ويجب أن تكون كتابة أهداف التعلُّم أول خطوة عند تصميم وحدة تعلم فعالة، أو التخطيط للموضوعات التي ستدرِّسها للمُتعلِّمين خلال الأسبوع.

حينما تحدد أهداف تعلم واضحة، يمكنك تصميم نشاطات تجعل التعلُّم مثيراً للاهتمام، أما إذا لم تحددها، فلن تفهم ما يحتاجه المُتعلِّمون، أو ما يجب أن يكونوا قادرين على القيام به، فتختار موضوعات عشوائية وتأمل أن تنجح جلسة التعلُّم.

3 عناصر تتكوَّن منها أهداف التعلُّم:

يتكون كل هدف تعلم فعال من ثلاثة عناصر رئيسة: السلوك والشرط والمعيار.

1. السلوك:

فيصف السلوك النشاط الذي يجب أن يؤديه المُتعلِّمون، وقد يكون أمراً بسيطاً مثل مطابقة كلمة مع تعريفها، أو نشاط أكثر صعوبة مثل تصميم نموذج، ولكن يجب أن يكون نشاطاً يمكن ملاحظته، وألا تستخدم أفعالاً مثل "اعرف" أو "افهم" في النشاط؛ لأنَّ قياس مدى إتقان المُتعلِّمين له سيكون صعباً.

عليك أيضاً استخدام فعل واحد فقط لتحديد السلوك في هدف التعلُّم؛ لأنَّ استخدام فعلَين أو أكثر قد يؤدي إلى الارتباك وعدم القدرة على تحديد مدى نجاح المُتعلِّمين في إتقان النشاط، وقسِّم الهدف بدلاً من ذلك إلى هدفين منفصلين، أو اختر فعلاً من الفعلَين يناسب مستوى المُتعلِّمين.

2. الشرط:

العنصر الثاني الذي يجب أن يتضمنه هدف التعلُّم الفعال هو الشرط، والذي تعطي من خلاله للمُتعلِّمين إرشادات محددة وواضحة لما يجب أن يستخدموه عند العمل على السلوك أو النشاط المذكور آنفاً.

على سبيل المثال: قد يتضمن الشرط معلومات محددة على المُتعلِّمين استخدامها مثل صيغة معينة، أو أدوات أو مراجع يحتاجها المُتعلِّمون لإكمال النشاط مثل قاموس أو مخطط.

لكن، لا تخلط بين الشرط وبين نشاط التعلُّم الذي يحدث قبل البدء بالعمل على سلوك التعلُّم؛ فعبارات مثل: "بعد الانتهاء من قراءة الكتاب" أو "بعد الانتهاء من قراءة الفصل" لا تُعد شرطاً؛ لأنَّها لا توضِّح الأدوات أو المراجع المطلوبة لأداء السلوك؛ بل تصِف النشاطات التي تؤدي إلى هذا السلوك.

3. المعيار:

آخر عنصر في هدف التعلُّم الفعال هو المعيار، وهو إخبار المُتعلِّمين بما يجب أن يفعلوه بالضبط لبلوغ الهدف وإتقانه، وتوجد 3 طرائق للقيام بذلك: إما تحديد درجة دقة تنفيذ السلوك، أو عدد الإجابات الصحيحة التي يجب تقديمها، أو تحديد وقت معين يجب إكمال السلوك خلاله.

لاحظ أنَّنا لم نذكر معياراً مرتبطاً بعلامات المُتعلِّمين؛ لأنَّها ليست طريقة فعالة لتقييمهم، ولذلك لا ينبغي إضافتها إلى أهداف التعلُّم، وقد ترى أحياناً أنَّ هدف التعلُّم يتطلب أكثر من معيار واحد، ولا مشكلة في ذلك أبداً، فيمكنك إضافة المعايير اللازمة لتوضِّح للمُتعلِّمين ما عليهم فعله لتحقيق النجاح.

5 نصائح لكتابة أهداف تعلم فعالة:

1. ركِّز على المُتعلِّمين:

يجب أن تصف أهداف التعلُّم دوماً ما سيفعله المُتعلِّمون، وليس ما ستقدمه أنت أو أسلوبك في أثناء الجلسة؛ إذ لا ينبغي أبداً الخلط بين أهداف التعلُّم ونشاطات التعلُّم.

2. استخدِم لغة بسيطة يفهمها جميع المُتعلِّمين:

يجب مشاركة أهداف التعلُّم مع المُتعلِّمين قبل بداية الدرس، فهذا يمنحهم إحساساً بالهدف؛ إذ من الهام أن يتمكنوا من قراءة الأهداف وفهمها فهماً تاماً.

3. اكتب أهداف التعلُّم بإيجاز:

يساعد استخدام جملة واحدة لوصف هدف التعلُّم المُتعلِّمين على التركيز على المطلوب منهم، بدلاً من الشعور بالإحباط والارتباك بسبب كثرة الجمل.

4. حدِّد هدف تعلم يناسب مستوى المُتعلِّمين:

عند اختيار فعل لتوضيح هدف التعلُّم، احرص على أن يكون مناسباً لمستوى المُتعلِّمين؛ فإذا كنت ستشرح موضوعاً جديداً، عليك اختيار فعل مثل "صِف" أو "صنِّف" ليفهم المُتعلِّمون المطلوب منهم بدقة.

5. فكِّر بالنتائج عند كتابة أهداف التعلُّم، وليس بالمحتوى:

يجب أن تركز على ما يجب أن يكون المُتعلِّمون قادرين على القيام به، وليس على جلسة التعلُّم بحد ذاتها؛ لأنَّك ستطور أسلوب التعليم انطلاقاً من النتيجة، وليس العكس، وتذكر أنَّه عليك تحديد الهدف قبل اختيار طريقة بلوغه.

بعد كتابة أهداف التعلُّم، استخدم قائمة مرجعية للتحقق من كل هدف بعناية؛ إذ يجب أن يستوفي الهدف جميع المعايير كي يكون فعالاً.

مشاركة أهداف التعلُّم مع المُتعلِّمين:

يكتب معظم المدربين أهداف التعلُّم على السبورة؛ لأنَّ ذلك مطلوب منهم فحسب، ولا يستفيدون منها أبداً، ولكن يؤدي ذلك إلى تضييع فرصة كبيرة لتحسين التعلُّم في الصف، وتحدد أهداف التعلُّم ما سيتعلمه المُتعلِّمون، وحينما يعرفون ذلك مسبقاً، سيركزون انتباههم على تلك الجوانب المحددة.

أهم خطوة في مشاركة أهداف التعلُّم هي التأكد من أنَّ المُتعلِّمين يفهمونها، وإحدى الطرائق للقيام بذلك هي مناقشة أهداف التعلُّم معهم قبل بدء الدرس، فاطرح عليهم أسئلة مثل:

  • ما الذي سنتعلمه اليوم؟
  • ما هي علاقة ما سنتعلمه اليوم بما تعلمناه في السابق؟
  • ما هي أهمية تعلم هذا الموضوع؟
  • كيف يمكننا استخدام ما نتعلمه في العالم الحقيقي؟
  • كيف ستعرف ما إذا كنت قد فهمت المعلومات؟

يمنحهم هذا الفرصة لمعالجة المعلومات الموجودة في أهداف التعلُّم؛ فأداء المُتعلِّمين الذين يفهمون أهداف التعلُّم في الدروس اليومية أفضل بنسبة 20% من أداء المُتعلِّمين الذين لا يعرفون أهداف التعلُّم أو لا يفهمونها.

في الختام:

بعد أن عرفت ما تتطلبه كتابة أهداف تعلم فعالة وكيفية مشاركتها مع المُتعلِّمين، عليك البدء بكتابة أهداف التعلُّم عند التخطيط لجلسات التعلُّم، ثم مناقشة الأهداف مع المُتعلِّمين في بداية كل درس، وستلاحظ تحسُّن عملية التعلُّم مع مرور الوقت.