إنَّ إدارة قسم التدريب ليست مَهمَّةً سهلةً، ومع تغيُّر مجال التعلُّم والتطوير بهذه السرعة أصبحت أكثر تعقيداً، وعلى الرغم من التكهُّنات بوجود انخفاض في التعلُّم الإلكتروني، أفادت الجمعية الأمريكية للتعليم والتطوير (ATD) أنَّ 90% تقريباً من المنظمات ما تزال تستخدم استراتيجية التدريب هذه، ولقد حوَّلَت المنظمات نسبةً كبيرةً من تعلمها وتطورها إلى التعلُّم الإلكتروني للوصول إلى المزيد من المتعلمين والحفاظ على الموارد، وعلى الرغم من وجود بعض العيوب في التعلُّم الإلكتروني، فما يزال العديد من مديري التدريب يواصلون دعمه كطريقة قابلة للتطبيق، ويتَّخذون قرارات مفيدة بناءً على المحتوى وأدوات التصميم الحالية التي تدعم استخدام التعلُّم الإلكتروني الأكثر فاعلية.
مع مراعاة كل هذه الأمور، يحتاج مديرو التدريب إلى التفكير بصورة استراتيجية في أثناء تطويرهم لاستراتيجية تعلُّم إلكتروني شاملة ومجدية اقتصادياً، وستساعدك هذه العملية المكوَّنة من 5 خطوات على اتِّخاذ قرارات بشأن المحتوى الذي يجب تحويله إلى تعليم إلكتروني.
خمس خطوات لوضع استراتيجية للتعلم الإلكتروني:
الخطوة الأولى: المواءَمة
يعني ذلك مواءَمة أهداف قسم التدريب مع أهداف المنظمة، ويجب أن تعكس أهداف التدريب الأهداف التنظيمية مع مراعاة الأهداف المستقبلية أيضاً؛ لذلك ضع هدفاً محدداً وواقعياً وقابلاً للقياس.
الخطوة الثانية: تقييم الوضع الحالي
قيِّم وضعك الحالي أو قدراتك التنظيمية؛ وذلك من خلال تحديد الأشخاص الذين يتعلمون ومكان وجودهم والبنية الأساسية التقنية والثقافة التنظيمية والموارد المتاحة بينما تمضي قدماً، وسيُظهِر تحليلك وتقييمك لهذه المجالات كلاً من قدراتك الحالية والمجالات التي تحتاج إلى المزيد من الموارد، وستزوِّدك عملية جمع البيانات هذه بالمعلومات الضرورية التي يمكنك استخدامها لاحقاً للاستفادة من الدعم عالي المستوى.
الخطوة الثالثة: تحديد الحالة المستقبلية
حدِّد حالتك المستقبلية أو نطاق مبادرة التعلُّم الإلكتروني الخاصة بك؛ وذلك من خلال وضع قائمة مفصَّلة بالدورات التدريبية التي تحدد النتيجة المرجوَّة من كل دورة، بالإضافة إلى فاعليتها وكيف تتناسب مع الأهداف، وخلال هذه المرحلة ستحدد أيضاً طريقة تقديم كل دورة، والتكاليف المرتبطة بها، ونوع المحتوى. حلِّل هذه المعلومات للمساعدة على اتِّخاذ أفضل قرار بشأن ما يجب تعديله، أو ما يجب تركه على حاله، أو ما الذي يتناسب جيداً مع التعليم المدمج، ومن هنا ستمنح الأولوية لتحويل الدورات من خلال النظر إلى الوفورات المحتملة والأولوية التنظيمية.
الخطوة الرابعة: تحليل التكاليف والفوائد
حلِّل التكاليف والفوائد الآن بعد أن حدَّدتَ أولوية المحتوى. أنت تحتاج إلى تحديد تكلفة تحويل هذه الدورات إلى حقيقة واقعة، والأهم من ذلك تحديد مقدار الفائدة التي ستحققها كل دورة، ابدأ بتحديد الموارد المطلوبة ثم احسب العائد المُحتمل على الاستثمار (ROI) للدورات التدريبية الجاهزة للتحويل، والهدف هنا هو تحديد فيما إذا كانت وفورات التعلُّم الإلكتروني بدلاً من التدريب بقيادة المدرب أكبر من تكلفة تقديم التعلُّم الإلكتروني.
الخطوة الخامسة: وضع خطة استراتيجية
ضع خطة استراتيجية توثِّق تحليلك والعملية التي مررت بها، بالإضافة إلى خطط لوضعِ مقاييسَ التعلُّم، وتعزيز التعلُّم الإلكتروني لزيادة تقبُّل المتعلِّم وتخفيف المخاطر المُحتملة، ثم قدِّم خطتك الاستراتيجية إلى المنظمة للموافقة عليها.
في الختام:
يُعَدُّ وضع استراتيجية التعلُّم الإلكتروني استثماراً طويل الأمد وسيكون له تأثير واسع في مستوى المؤسسة.